هكـــذا يــكــون الوفــــاء
وحزن النبي عليه الصلاة والسلام لموتها حزنا شديداً فلقد كانت نعم الصابرة المخلصة التي آزرته طول حياته وبذلت من أجل نصرة هذا الدين كل غال ونفيس فلم يستطع النبي صلى الله عليه وسلم أن ينساها أبداً وكان يحمل لها وفاء يعجز القلم عن وصفه
فها هو الحبيب صلى الله عليه وسلم يثني عليها ويقول ( كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا آسية امرأة فرعون ومريم بنت عمران وخديجة بنت خويلد وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام
وقد علق أحد العلماء الأفاضل على هذا الحديث تعليقا لطيفا فقال من الموافقات اللطيفة التي جمعت الثلاث في نسق واحد أن كل واحد منهن كفلت نبيا مرسلا وأحسنت صحبته وآمنت به فآسيا ربت موسى وأحسنت إليه وصدقت به حين بعث ومريم كفلت عيسى وربته وصدقت به حين أرسل وخديجة رغبت في النبي وواسته بنفسها ومالها وأحسنت صحبته وكانت أول من صدقه حين نزل عليه الوحي ولم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم امرأة قبلها أبدا بل ولم يتزوج عليها حتى ماتت
فعن عائشة رضي الله عنها قالت لم يتزوج النبي صلى الله عليه وسلم على خديجة حتى ماتت
وقضى معها أجمل أيام العمر في مودة ورحمة ومحبة وطاعة الله ودعوة لدين الله جل وعلا ولم تزده الأيام بعد وفاتها إلا حبا ووفاء لها فكان يثني عليها دائما ويحب من يحبها وكان يحب أن يرى أو يسمع من يذكره بها وبأيامها العطرة المباركة
وعن هشام بن عروة عن ابيه قال سمعت عبد الله بن جعفر عن علي ابن أبي طالب رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( خير نسائها مريم ابنة عمران وخير نسائها خديجة
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض خطوط قال تدرون ما هذا فقالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ومريم ابنة عمران رضي الله عنهن أجمعين )
وعن انس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال حسبك من نساء العالمين مريم ابنة عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون
وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران
ومن الدلائل الرائعة على وفائه صلى الله عليه وسلم لطاهرة خديجة ما حدث في غزوة بدر الكبرى إذا أسر أبو العاص بن الربيع صهر الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم وزوج ابنته زينب ابنه زوجة الوفية الكريمة خديجة فأرسلت الوفية زينب فداء لزوجها أبي العاص ومن ضمن الفداء قلادة كانت قلدتها بها والدتها المعطاء لخديجة رضي الله عنها ليلة زفافها فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لها رقة شديدة وتذكر زوجة المباركة الوفية خديجة وقال لأصحابه
إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردوا عليها قلادتها فافعلوا
فما كان من أصحابه الكرام رضوان الله عليهم إلا أن سارعوا بالاستجابة للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي حركته مشاعر الذكرى للصديقة الوفية الطاهرة رضوان الله عليها خديجة أم المؤمنين فلله هذه الطاهرة المعطاة أمنا خديجة التي لها دين كبير في عنق كل مسلم ومسلمة رضي الله عنها وأرضاها .
منقبة عظيمة
ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى أوليات الطاهرة خديجة رضي الله عنها فقال
• أول من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة
• أول من آمن به على الصحيح خديجة وأول من آمن به على الصحيح خديجة ومن أوليات الطاهرة خديجة رضي الله عنها أنها
• أول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
• وأول من رزُق منها الأولاد
• وأول من بشرها بالجنة من أزوجه
• وأول من أقرأها ربها السلام
• وأول من صديقة من المؤمنات
• وأول من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم وفاة
• وأول قبر نزل فيه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قبرها بمكة
• وقال الإمام الزهري رحمه الله كانت خديجة رضي الله عنها أول من آمن بالله وقبل الرسول رسالة ربه وانصرف إلى بيته وجعل لا يمر على شجرة ولا صخرة إلا سلمت عليه فلما دخل على خديجة قال ( أريتك الذي كنت أحدثك أني رأيته في المنام فإنه جبريل استعلن لي أرسله إلى ربي ) وأخبرها بالوحي فقالت أبشر فو الله لا يفعل الله بك إلا خيراً فأقبل الذي جاءك من الله فإنه حق